بعد صراعات الكوم على منصب المختار الذي يمثل الزعامة وتفاصيل الصراعات مطلعة عليها شخصيات اجتماعية وحكومية نافذة في السخنة وتدمر وحمص. استطاع نصر حسين العنوزي (عمره 30 عام) نهاية عام 1999 حسم الصراع لصالحه بعد استسلام خصومه له وتسليمهم عليه بالمخترة.
منظر عام لقرية الكوم بريف السخنة |
عمل جاد
كان المختار الشاب الحالم يحمل مشروع إصلاحي ابتدأه بالهاتف السيناو مرورا بمحطة محروقات ومركز غاز وسوبر ماركت صغير وتزفيت الطريق واستقدام الكهرباء و استحداث البلدية والحصول على دعم لبناء المستوصف ومن ثم بنائه وتحديث المدرسة وبناء المخفر الجديد ذو الطابقين إنتهاء بالهاتف الأرضي.
الصورة في الكوم في حفل زواج المختار وأخيه عماد
لا شك أن وسائل الاتصال سهلت على الناس معرفة الأخبار والأحداث المحلية والدولية وقربت البعيد وعرفت أخباره وساعدت الناس في أعمالهم التجارية والاقتصادية والسياسية ووفرت الوقت لاتخاذ القرار حيث كان أهل الكوم يسافرون باتجاه السخنة 37 كم أو 70 كم باتجاه المنصورة حتى يتمكنوا من استخدام الهاتف والتواصل فكان هذا الأمر يكلف الكثير من الوقت والمال والتعب.
الاتصالات ودورها الفعال
تنبه المختار "نصر حسين العنوزي" لأهمية الإتصال وحاول جاهدا استقدام الهاتف وكان هذا الأمر شغله الشاغل عندما يقابل المسؤولين وعن طريق العميد جلال الماء البارد (وهو ضابط دمشقي كان يعمل مدير منطقة تدمر ) تربطه بالمختار صداقة جيدة فحاول مساعدته وأخبره عن هاتف السيناو وأنه يؤمن إتصال من بعد 40 كم من قاعدته الأساسية حيث يحتاج فقط توصيل قاعدته بسلك خط أرضي حيث يمكن أن توضع قاعدته في السخنة. وأوفد المختار إلى محافظ حمص حسام الدين الحكيم ( أيضا دمشقي ) ووافق المحافظ على إعطاء رخصة للهاتف ولكنه اشترط استيراد الهاتف أولا لعدم وجوده في السوق السوري.
الصورة في الكوم فيضة عنوزي
محي الدين العنوزي أبو سلطان الذي يستخدم الهاتف السيناو ومن خلفه أخيه عماد العنوزي أبو زياد |
وافق المختار مبتهجا وتوجه إلى حلب وعن طريق تاجر كبير في سوق الهال بحلب تربطه به علاقات تجارية اسمه ( أحمد العمر ) تم استيراد الهاتف من تركيا بقيمة (60000 ليرة سورية).
لم يخلف المحافظ عهوده وأعطى الترخيص للمختار نصر العنوزي. جاء به فرحا إلى الكوم وأصبح الحلم حقيقة وحل كثير من مشاكل البلد والقرى المحيطة والمخيمين حول الكوم والفلاحين حيث وضعت قاعدته في منزل المرحوم "جمعة محمود الرحيم" في السخنة وكانت الناس تتوافد إلى منزل المختار للإتصال والإطمئنان على أقاربهم وأعمالهم.
أذكر وأنا صغير أنه جائت إلينا سيارة رنج روفر وكان يركبها البروفسور "جون ماري لوتانسور" (وهو رئيس بعثة مشتركة فرنسية سويسرية للتنقيب في الكوم وهو مدير معهد عصور ما قبل التاريخ وعلوم الآثار في جامعة بازل بسويسرا ويلقبه أهالي الكوم أبو يان) وطلب مني باللغة الإنجليزية أنه يريد الهاتف للإتصال إلى فرنسا فأعطيته الهاتف وافسحت له الطريق للصعود إلى السطح حيث تكون الإشارة أقوى وبعد انتهائه من المكالمة كان فرحا مبتهجا وعرض عليي 200 ليرة سورية ولكني رفضت فتبسم وقال لي thank you (شكرا).
المخابرات وإنهاء حلم الهاتف
رصدت قيادة شعبة المخابرات العامة في دمشق تشويش على الطيران في منطقة البادية وشكلت دورية مشتركة بقيادة العميد عبد المحسن هلال ( رئيس فرع تدمر للمخابرات) واستخدموا الراشدات للبحث ووصلوا وهم يتابعون الإشارة إلى منزل "جمعة الرحيم" في السخنة وأقتحموا المنزل وأخذوا القاعدة وتوجهوا إلى الكوم بعدد كبير من السيارات الأمنية وحاصروا منزل المختار وطلبو الهاتف فأخرج لهم المختار نصر الرخصة من محافظة حمص ولكنهم لم يقبلوا وأخذوا الهاتف.
توجه المختار إلى حمص مباشرة حيث شرح للمحافظ ما حصل فانزعج المحافظ وراسل السلطات فأجابوه بأن هذه الهواتف ممنوعة في سوريا ولكن وبكون المختار لديه رخصة يسمح له باستخدامه ٤٠ يوم فقط ومن ثم تسليمه للجهات المختصة الأمر الذي رفضه المختار وانتهت قصة المحاولة الأولى لتخديم الكوم بالهاتف.
بقلم حسين العنوزي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق للمهندس فواز الطالب
لقد كنت شاهدا على ماحصل مع الأخ نصر أيام تجاذب قرارات المخترة في الكوم. حيث تتوافد القرارات إلى مدير ناحية السخنة العقيد عبد الحميد صادق أبو علام. والعميد مدير منطقة تدمر محمد جلال ماء البارد. مرة يكون القرار للأخ نصر ومرة لمنافسيه. ويأتي الأخ نصر إلى مكتبي عندما كنت رئيسا لمجلس مدينة السخنة تراه مرات قلقا ومرات الإبتسامة على وجهه فأعرف عندها أن القرار لصالحة. نجلس نتسامر حول الكوم وما يطلبه من خدمات. إلى أن فاز بقرار الهيئه الإختيارية باركنا له بها.
أما بالنسبة لهاتف السيناو نعم طالب به كثيرا نظرا لأهمية الطلب وما يجلبه من منافع لأهالي الكوم من خدمات. كنت وإياه عندما وافق له محافظ حمص حسام الدين الحكيم الدمشقي الميداني الأصل. وأمرني بالكشف عل الموقع مع الأخ نصر وبالفعل زرنا الكوم يومها لهذا الغرض. وتم تركيب الجهاز في منزل المرحوم جمعة الرحيم على ما أذكر وكما ذكرت في مطالعتك.
وبالفعل كان الأخ نصر من المطالبين بإيجاد الخدمات لقرية الكوم وتراه أيامها مثل المكوك من الكوم إلى السخنة وتدمر ومن ثم إلى حمص وبالعكس من أجل إنعاش قرية الكوم التي أقيم بها المستوصف والمدرسة التي كنت أشرف عليها من نقابة المهندسين بعد البلدية. كان الأخ نصر طيبا كريما معطاء حفظه الله لقد بذل الكثير لرفعة بلده وناسه. المهندس فواز الطالب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق