حقاً إنها سفن تلك المرحلة من التاريخ إنها زمل الصخاني التي كانت تمخر عباب الصحراء قادمة من عينتاب وحران والرها وأنطاكية ووادي الفرات تحمل سنابل القمح والذرة ومتجهة غربا تحمل الكمأة والسمن والصوف لتأخذ من (تبارة الصخاني) محطة واستراحة للذهاب والإياب.
وتعود محملة بمتاع الحجيج من أقصى هضبة الأناضول باتجاه بلاد الحجاز وصولا إلى مكة المكرمة مهوى أفئدة المسلمين تحمل الحجاج وأمتعتهم ومؤنهم ذهابا وإيابا.
قال تعالى: (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس)
معنى الزمل
الزمل لغةً هي جماعة الإبل الذكور والزمل مرادفة لكلمة الإبل ، فالزمل تجمع على زمول والزمول هي فحول الإبل الخاصة.
لا ريّعــــوا شــــدوه زمــــل الصــــخاني
يــرمــون للّــي جــايــــعــاتٍ عشــاهــــا
لابتي زمل الصخاني على الشيل الثقيل
يــوم ثــار الحــرب قبقب هدير جمالــها
تحتدي مثل الضواري على الجمع الثقيل
مــا تهــزهــز لــو ته. زهز خشوم جبالهــا
جــدام زوبــع مثــل زمــل الصــخــانــي
اللــي یخــلــون المخــالــف یــطیــعــي
جمالهم القوية تغنى بها الشعراء وأصبحت مضرب المثل منذ تسمية الإبل بسفن الصحراء ، قال ابن ركبان من شعراء المجمعة عندما أخذت رواحله :
غــريب دار وفي ديار الأجانيــب
ولا لي صديق ولا ذكر لي دواني
انتــم مرويّــة الشبــا والمغاليــب
وانتم هل الگالات زمل الصخاني
الزمل والحج
ولقد كان الدور الأبرز والأول لأمير الحج الذي عينته الدولة العثمانية وسمته أميرا للحج المرحوم بإذن الله صالح الطلّاع في منتصف القرن التاسع عشر والمتوفى عام 1875م بتسيير قوافل الجمالين وكانت بلدة السخنة المحطة الأولى في البادية السورية.
وكانت تحط تلك القوافل القادمة من بلاد الترك وتركمانستان في ساحة العين في السخنة وكانت تنصب لهم الخيام بين العين الغربية والطاحونة القبلية مكان مبنى الهاتف حالياً وعندما يصل الجماّلة يستقبلهم النساء والصبية بأهازيج يرددونها:
سبــع خيــام تركيي
براس العين مبنيي
هوني نزلوا الحَملي
وهوني الديوخانيي
وصف السخاني
ولقد ذكر فتح الله الصايغ في كتابه رحلة إلى بلاد الشام وصحاري العراق في بداية القرن الثامن عشر عندما حط رحاله ومن معه في ضيعة السخنة وصف أهلها بأنهم كرماء خيّرين تحوي مئة بيت من الجمّالين.
يشتهر أهلها باقتناء الإبل (الزمل) والتي كانت ذات صيت واسع ولهم الدور الأبرز في معرفة تسيير القوافل ومعرفة طرق الصحراء وأماكن تواجد المياه فيها.
أعزائي ارجو أن أكون وفقت ولو بجزء بسيط بذكر بعضاً من موروثنا الذي نفتخر به وأدع المنشور مفتوحا لكل من يود الإضافة من أبناء مدينتنا الغالية من خلال التعليقات والله من وراء القصد قاب قوسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق