وصف كتاب السخنة محطة القوافل أهل السخنة بشدة التحمل والسفر الكثير في ربوع البادية حتى أصبحوا سادتها ومقصد كل من يريد العبور فيها ولعل زمل السخاني ذلك الرمز الذي يضرب به المثل عند التفاخر بالقوة والجبروت. وما كان قديما من قصد الحج كان يلزمه من يجيد التعامل مع الجمال ويعرف الطرق البرية حتى إتمام فرضة الحج. فلزم أهل السخنة أمران فالأول هو قصد الحج تعظيما لشعيرة وركن من أركان الإسلام والثاني هو تسيير قوافل الحج حتى الوصول بها إلى مقصدها في الديار المقدسة.
صورة للسخنة عام 1934 |
ولعلنا يستطيب عيشنا عند كل تذكر لأمر جميل لأناس خلدهم تاريخ قريتنا السخنة (قرية الخبز) فكانوا رمزا لنا نفخر بهم ونتذاكر سيرتهم في كل محفل. فكانوا ممن ساهم في حفظ ديننا في زمن كان فيه التيه كثير والفتن عظام والحيد عن طريق الإسلام وسنة نبيه مهلك ومضل. أناس يفخر بهم كل سخني على اختلاف عشيرته فوحدوا الكلمة والإنتماء للسخنة لا غير.
سخاني في وداع حجيج عام 1963 |
ولا يزال أهل السخنة متبعين سنة نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم يتطلعون كل سنة لأداء فرضة الحج كما أسلافهم وأجدادهم السخاني. يجتمع سويا كل سنة من يريد الحج ليقصدوا البيت الحرام فوجا واحدا متآزرين سويا لتلبية نداء ربهم. وفما يلي نذكر أحد أفواج حجيج السخنة القديمة فوج جمع بعض أجدادنا قصدوا بيت الله الحرام عام 1944 ميلادي بحملة الجمال ملبين داعين برفقة أحد شخصيات السخنة الشيخ محمد سعيد العواد وشخصيات أخرى لهم منا كل الإحترام.
حج زيدان عام 1944 على جمل مستأجر ، استأجره له ولده حمد الزيدان بمبلغ 200 ليرة سورية من عبود البيك ، وزوده بعكة من السمن والطحينة والتمر. من مذكرات المهندس فواز الطالب.
أسماء كوكبة فوج حجيج السخنة عام 1944م وهم:
- علي الحماد أبو عليكة
- فارس الحمود (حج فارس)
- قاسم المزيد
- زيدان المحمد (الصلحة)
- حميداوي القاسم
- علي الطلال وزوجتة ربيع الطلال
- محمد سعيد العواد وأخته هدله الحمد العواد زوجة شعبان الحامد
- حسين إبراهيم عبد حسن الصالح - حسين الصانع
- حسون الدرويش ، أختلف فيه وقيل أنه مشهداني من الطيبة
- عبد حمادي العبد الشيخ
- حسين الكنعان العبطة
- كداس كداس أبو خليف
- فهد النجيم أبو علي الشجاوي
- إبراهيم الوكاع
- علي الخميس
- خليف العطيوة
- محمود الوكاع
- وكان معهم جمعه الخابور من عشيرة الموالي وثلاثة من البدو
الحاج حميداوي القاسم رحمه الله |
توفي في هذا الفوج المرحوم بإذن الله كداس بموقع يسمى ركان في حائل بالحجاز. حيث أن أهل السخنة في رحلة الحج الطويلة الشاقة التي تمتد لشهور كانت عادتهم تجهيز ما يلزم هذه الرحلة ومنها تجهيز الأكفان ومستلزماتها تحسبا للموت بتلك الطرق المقفرة الصحراوية.
ورثاه زيدان الصلحة قائلا:
بأرض ركان نايم مقعدوني
وخلوني بزيزة ما اقعدوني
أمس مدت ركايبهم ما اقعدوني
وخلوني بديرات الجناب
وقال فيه أيضا حسين الكنعان:
بأرض ركان نايم ما لحقنا
وخلوني بزيزه ما لحقنا
فج القبر بيدك يا أبو خليف والحقنا
تا نزور النبي والعشره الصحاب
وكان ذلك في العام 1944م ، رحمهم الله جميعاً وأدخلهم مدخل صدق.
مصدر هذا المقال من عدة شخصيات من أهل السخنة ونذكر منهم : الأستاذ عبد المجيد البدر ، المهندس فواز الطالب ، الأستاذ نواف الوقاع.
وفي حال أي تنويه أو ملاحظة يرجى تزويدنا بها
مصدر المقال هنا
الله يرحمهم ويغفرلهم
ردحذف