كانت هذه الرحلة في عام 1992م عندما قررنا نحن مشرفو جمع التبرعات الذهاب إلى جليغم جنوب شرق سورية كنا مجموعة شخصيات من السخنة المهندس فواز الطالب برفقة الأستاذ إبراهيم الشويش رئيس لجنة العمل الشعبي لبناء المشفى ومحمد فيصل غازي رئيس لجنة العمل الشعبي للمياه وعبد الحكيم عزام محاسب لجنة المشفى وكذلك حميد درويش ودليلينا إلى جليغم فايز هلال الحنيش. وكان المراد من هذه الرحلة جمع التبرعات لصالح بناء مشفى السخنة.
مسير الرحلة
خرجنا صباحا من السخنة باتجاه مدينة تدمر ومن ثم طريق دمشق حتى مفرق بغداد العراق باتجاه الشرق وللعلم فإن طريق جليغم طريق طويل ومتعب وقسم منه ترابي غير معبد.
رحلتنا كانت بدعوة من الحاج هلال الحنيش رحمه الله للقدوم إليه في منطقة جليغم التي كان فيها برفقة أحد أصدقاءه من أمراء قطر ومرافقته وهم المعنيين والمقصودين بجمع التبرع منهم للمشفى.
وصلنا المنطقة بحدود الساعة الثانية بعد الظهر إلى مشارف مخيم كبير يضم عددا من الخيم المربعة والمستطيلة والدائرية والمجهزة بخزانات مياه برفقة صهاريج نقل المياه لخدمة المخيم. كان يضم المخيم خيم ومقصورات الأمير والعمال والصيادين والخدم وغيرهم. وكان بالاستقبال الحاج هلال الحنيش بابتسامته المعهودة وقوله أبشروا.
وتأخر لقاءنا مع الأمير لما بعد الغداء نظرا لكثرة ضيوفه وكان مكان إقامتنا في خيمة مزودة بما نسميه النقرة وهي حفرة محفورة في الأرض مستطيلة بعمق نصف متر وأبعاد 2×1.5 متر وفي ما حولها دلال القهوة وأباريق المياه من التوتياء لتسخين المياه للضيوف ورجال المخيم نظرا لبرودة الجو. وكانت النقرة يخدمها شخص خاص لضمان استمرار تقديم القهوة وتسخين المياه وغيرها.
كما كان في المخيم قسم خاص يحوي على طيور الحر (الصقور) المخدمة والمزودة بدعامات الخشب لوقوف الصقور عليها والتي كانت مغطاة الرؤوس ببراقع جلدية ولها من يشرف عليها ويقدم لها الطعام والرعاية وهي تعود للأمير الذي يستخدمها في الصيد البري في منطقة جليغهم هذه.
ما هي منطقة جليغم
وهي منطقة من الحماد السوري أو البادية السورية محاذية للحدود العراقية شاسعة واسعة ممتدة تكثر فيها الشجيرات الرعوية كالشنان والقيصوم والشيح والينتون وهي منطقة ملائمة لهواية الصيد باستخدام الطيور الحرة المدربة على الصيد في مثل هكذا مناطق مفتوحة ممتدة.
تناولنا في هذه الجلسة الأحاديث مع العم هلال الحنيش وبعض من رجال المخيم وكانت الأحاديث لا تخلوا من الفكاهة والدعابة المعهودة من الحاج هلال رحمه الله وصولا إلى كرم الاستقبال الذي كان تقديم الطعام وهو الثريد بلحم الضأن.
التبرعات
وفيما يتعلق ببناء المشفى فكان لقاء الأمير معنا في قمة الكرم والعطاء الوفير والتبرع الجزيل لصالح المشفى الذي استقبلنا ورحب بنا فُطلب منا تقديم إيصالات تبرع للأمير الذي تبرع بمبلغ كبير آنذاك فاق 300 ألف ليرة سورية الأمر الذي أدخل السرور لقلوبنا جميعا بهذا العطاء.
وأخيرا كانت لحظة الإنطلاق رجوعا شاكرين للأمير والعم هلال حتى وصلنا السخنة مساءً لنستعد ليوم جديد آخر نبحث فيه نشاطات اللجان الأخرى التي ساهمت في بناء مدينة السخنة مدينة الطيبين الكرماء الذين لن ينضب عطائهم أبدا. السخنة عام 1992م.
إعداد المهندس فواز طالب زيدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق