الموقع الإلكتروني الخاص بصفحة السخنة الحدث والذي يتضمن نشر كافة المنشورات المهمة والمقالات الخاصة والتاريخية لمنطقة بادية السخنة وريفها والقرى التابعة لها ، مقالات أخبار ومقالات تتضمن تاريخ المنطقة وخاصة عن مدينة السخنة قديما

آخر الأخبار

الثلاثاء، 23 مارس 2021

قصة شاب تدمري يتزوج من يابانية بعد انشقاقه عن قوات النظام

تعد تدمر متحفا من الأوابد التاريخية لحقبات كثيرة وموغلة في القدم مما جعلها هدفا للسياح والزوار من مختلف الدول ولعل اليابانيين من إحدى أكثر الدولة زيارة لتدمر التاريخية ومن بين هؤلاء اليابانيون إحدى الفتيات والتي بدأت بزيارة تدمر التاريخية منذ عام 2008 لتزور البادية السورية وتتعرف على حياة جديدة مختلفة عما عايشته في بلادها الآسيوية من طبيعة مختلفة وجبال شاهقة وحقول الأرز الممتدة.


قصة شاب تدمري يتزوج من يابانية بعد انشقاقه عن قوات النظام


تدمر تلك المدينة المحاطة بالصحراء على مد البصر، والتي كسبت أهمية ونفوذاً بعد تحولها إلى مدينة تابعة للإمبراطورية الرومانية، ومحطة استراحة على طريق الحرير التجاري وكل ما يمر به من قوافل تحمل معها ثروات وخيرات.


الفتاة والمصورة الفوتوغرافية اليابانية "يوكا كوماتسو" إحدى هاويات تسلق الجبال ، فهي أول يابانية تتسلق ثاني أعلى قمة في العالم ، قمة ترتفع 8611 مترا عن سطح البحر ضمن سلسلة جبال كاراكورام الممتدة بين باكستان والصين، والتي تعد من أخطر الجبال بالنسبة للتسلق على مستوى العالم.



سفرها إلى سوريا؟

سافرت المصورة اليابانية إلى تدمر لأول مرة عام 2008 لتعيش تجربة مختلفة في فن التصوير لتجد أمامها عالما مختلفة وحياة بدوية في بادية الشام في محيط تدمر التاريخية ، ولعل بعض القنوات كقناة الجزيرة عرضت الكثير من البرامج الوثائقية لبعض اليابانيين وتجربتهم في التصوير ببادية تدمر.


ضمن رحلاتها في تدمر قابلت أحد أبناء تدمر وهو الشاب رضوان ابن قاسم الهزيم وكان أول لقاء أحبت الفتاة اليابانية إلتقاط صورة له مع بعض الإبل مستخدمة لغة الإشارة ، وبعد مرور خمس سنوات، تحولت كوماتسو ورضوان الذي يصغرها بخمس سنوات إلى شريكي حياة ربط بينهما رباط الزواج.


وبعدما التقت كوماتسو برضوان، أخذ يحدثها كثيراً عن جمال البادية وكيف أنها تتغير بحسب الفصول والأوقات، وتتذكر هي تلك اللحظات بالقول: "أحسست بأن الحياة اليومية ترتبط بالأرض"، وهكذا تأثرت بكلامه وأصبحت تشعر بانجذاب تدريجي تجاه ذلك البدوي. وابتداء من عام 2009، بدأت كوماتسو بالسفر إلى سوريا كل عام، ومنذ ذلك الحين بدأ هذان العاشقان يفكران بالزواج جدياً، وعن ذلك تخبرنا فتقول: "فكرنا بذلك حتى نظل مع بعضنا". إلا أن العديد من الحواجز والجدران أقيمت بينهما.


فالعائلة تعد عماد الثقافة العربية، لذا يتعين على المرء أن يقدم تضحيات كثيرة على المستوى الشخصي من أجل سعادة عائلته وسلامتها من أي عيب. كما أن الزواج من الأقارب شائع في تلك الثقافة، ولهذا عارضت عائلة رضوان هذا الزواج منذ البداية.


ومع اندلاع الأحداث في سورية عام 2011 تغيرت أوضاع هذين الشخصين حيث تم استدعاء الشاب التدمري للتجنيد الإجباري ضمن صفوف قوات النظام ، والذي فر بعدها إلى الأردن لاجئا لأنه: "لم يتحمل الإحساس العميق بالندم" الذي انتابه عندما أجبر على شن هجوم على أبناء جلدته في بلده بحسب ما وصفت كوماتسو.



زواجهما

ففي الأردن التقت الفتاة اليابانية كوماتسو برضوان ، فأقاما حفل زفاف صغير في عام 2013 برفقة عدد قليل من الأصدقاء الذين حضروا تلك الحفلة. ثم اعتنقت كوماتسو الإسلام، وأعلنت أنها لم تشعر بأي معارضة لهذا الدين، حيث قالت: "كانت لدي رغبة شديدة بالتعرف إلى الدين الإسلامي".


ولكن بسبب عدم قدرتهما على إيجاد فرصة عمل في الأردن، قرر الزوجان السفر إلى اليابان في تشرين الثاني من العام ذاته، حيث واجهتهما بعض المعارض من أهل زوجته اليابانية بسبب بعض العادات والإختلاف الثقافي ولكنه لم يعيق استمراية زواجهما.


فأصبح الشاب التدمري يزاول مهناً عديدة، مثل تصدير الدراجات المستعملة، وتوصيل الخضر، لكنه أيضاً يواصل عمله في مجال الأزياء السورية التقليدية.


وفي شهر أيلول من عام 2020، أصدرت كوماتسو كتاباً باللغة اليابانية توثق فيه وبالتواريخ تجربتها كمصورة فوتوغرافية، ابتداء من قمة كي2 وحتى لقائها برضوان وحياة الناس في البادية السورية قبل اندلاع الحرب.


عشر سنوات مرت على ثورات الربيع العربي التي ألهمت الناس فهبوا للاحتجاج في سوريا، حيث ما يزال الربيع حلماً بعيد المنال هناك، إذ إن كثيرا من أهل رضوان وأقاربه هربوا هم أيضاً من بلادهم بحثاً عن الأمان في دول مثل الأردن وتركيا. غير أن كوماتسو تتمنى لطفليها أن يدركا بأن جذورها تعود إلى سوريا، وعن ذلك تقول: "تجري في عروق كلا طفلي دماء سورية، ولكن كيف يمكن لمن تعود أصولهم إلى سوريا أن يتجاوزوا هذه الحقبة المضطربة من الزمان؟ أريد أنا وزوجي وولدي أن نراقب عن كثب ما يحدث".


المصدر: كيودو نيوز وللعودة للمقال الأصلي عبر هذا الرابط 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق