الموقع الإلكتروني الخاص بصفحة السخنة الحدث والذي يتضمن نشر كافة المنشورات المهمة والمقالات الخاصة والتاريخية لمنطقة بادية السخنة وريفها والقرى التابعة لها ، مقالات أخبار ومقالات تتضمن تاريخ المنطقة وخاصة عن مدينة السخنة قديما

آخر الأخبار

الأحد، 12 أبريل 2020

الزيتونة منزل هشام بن عبد الملك في بادية الشام .. بقلم الأستاذ محمود العطيش

الزيتونة منزل هشام بن عبد الملك في بادية الشام .. بقلم الأستاذ محمود العطيش


موضع كان ينزله الخليفة الأموي العاشر هشام بن عبد الملك في بادية الشام حتى عمَّر وأصلح الرصافة وانتقل إليها وسكنها إلى أن توفي ودفن فيها رحمة الله عليه.



 قصر الحير الشرقي والذي بناه الخليفه هشام بن عبد الملك مطلع القرن الثاني الهجري


وهو الجد الأول لعبد الرحمن بن معاوية بن هشام مؤسس الدولة الأموية في الأندلس والملقب عبد الرحمن الداخل ولقبه الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور لقبه بصقر قريش رحمة الله عليهم جميعا.



هذا تاريخيا _أما حاضرا_ فيسمى قصر الحير الشرقي والذي بناه الخليفه هشام بن عبد الملك مطلع القرن الثاني الهجري والذي يقابل أيضا مطلع القرن الثامن الميلادي إذ أن الخليفة هشام بن عبد الملك حكم من عام ١٠٥ هجري حتى عام ١٢٥ هجري.

التسمية 

لم أعثر في المراجع التاريخية على أي تفسير لتسميته بالزيتونة أو بالحير ولكن أسمح لنفسي بالإجتهاد في التفسير حيث أنه أشتهر بزراعة الزيتون وعلى نطاق واسع فأرجح أن تسميته بالزيتونة جاءت من هنا والله أعلم ، أما تسميته بالحير فهذه التسمية أطلقها عليه البدو الرحل بعد هجره من قبل أهله واشتقاقها جاء من التحيير ، نقول فلان حير بنت عمه أي خصصها لنفسه دون الآخرين وهكذا أعتقد من هنا جاءت التسميه.

الموقع 

يقع الحير (الزيتونة) إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر محافظة حمص بمسافة تقدر بحوالي ١١٠ كم تقريبا وبالتحديد يقع إلى الشرق والشمال الشرقي من الطيبة (عرض) بمسافة ١٥ كم تقريبا وإلى الشرق والجنوب الشرقي من الكوم (المناظر) بمسافة ٢٠ كم تقريبا.



اقرأ أيضا

ﻋُﺮﺽ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً .. ﺍلطيية ﺣﺎﺿﺮﺍ .. بقلم الأستاذ محمود العطيش


مصدر الحجارة لبناءه: 

مصدر حجارة بناءه من مقلع حجري يطلق عليه اسم "المكمان" ويقع إلى الشمال من الكوم (المناظر) بمسافة ١٣ كم وبالتحديد شمال قرية الكدير بمسافة ٦ كم تقريبا ونوع الحجارة تلك من الصخور الكلسية الدولوميتية الصلبة نسبيا والأقل تحللا بمياه الأمطار من أنواعها الأخرى كالصخور الكلسية الحوارية أو الصخور الكلسية الجبسية … إلخ.

ورصف طريق مخصص لنقل تلك الحجارة من المقلع إلى مكان بناء القصر بشكل شبه مستقيم اختصارا للمسافة وتذليل الصعوبات ويسر النقل ، ويطلق على هذا الطريق اسم درب "العيربانات" وهنا استخدمت التسمية المحلية البحتة "العيربانات" دون الفصحى وأهل المنطقه _المناظر والكدير_ يعرفون هذا الطريق تماما ، وللبيان لمن ينتبه أثناء سفرنا إلى الرقه وشمال الكدير يشاهد الطريق وتشاهد استقامته للناظر إذا انتبه لذلك على يمين المسافر إلى الشمال.



مياه الري للقصر : 

مصدر مياه الري من مياه وينابيع المناظر (الكوم) حيث جرت هذه المياه عبر قناة مرصوفة بالحجر الكلسي الآنف الذكر ، وبهندسة مائية عالية الدقه ، تنساب بانحدار لطيف باتجاه الشرق من التجمع الرئيسي لها في موقع السليلة شرق الكوم بمسافة ٢كم ، حيث تصل إلى المكان المذكور كافة أقنية الينابيع والعيون لتتجمع في قناة واحدة وتتجه شرقا باتجاه الزيتونة (الحير).

وللتوضيح بأن مياه المناظر قبل الإسلام كانت تؤخذ بقناة سطحية تجري على وجه الأرض إلى منطقة غرب واديي السوق والربايح ، تعرف حاليا الخماسية ، وهي أرض خصبه نسبيا بالقياس للأراضي المحيطة بقرية الكوم ، حيث التربة الجصية البيضاء الفقيرة ، والتي اتعبت أهلها كثيرا ماديا وجسديا _المهم هذا قبل الإسلام_ وأرجح تاريخها في عصر الإمبراطورية التدمرية.

والتعليل لهذا انتشار بعض المدافن التدمرية في المنطقة وإحداها بالقرب من الندوية وبالتحديد قرب دور نيتول _أهل المنطقه أكثر معرفة مني به.

وبالعودة لقناة الري تلك والتي تعود للعصر الأموي إضافة لدقتها الهندسية في الميول والإتساع كانت تجري تحت سطح الأرض على عمق ما بين ثلاث إلى أربع أمتار زائد ناقص تقريبا ولها فتحات مراقبة وتفقد حيث يستطيع المشرفون عليها النزول من خلالها إلى القناة والسير فيها وتفقدها.

وبالمناسبة قدمت فيها رسالة تخرج قسم الجغرافيا جامعة دمشق عام 1977، أشرف على مناقشتها كل من الدكتور عماد الدين موصلي والدكتور عبد الرحمن حميدة _ ربما أنه سخني الأصل_ ابن مدينة حلب.

انتهى بعون الله تعالى الجزء الأول من هذا المنشور وسأكمله وأتابعه في الجزء الثاني للحديث عن سكان الحير ( الزيتونة) وبعض المعلومات الأخرى.

عزيزي القارئ البحث معروض للمناقشه والبحث وإبداء الآراء فنأمل من المتابعين الأفاضل ومن لديه معلومة تكمل المنشور وتثريه أن يتفضل بها علينا ولكم جميعا الشكر والتقدير والإحترام وإلى اللقاء قريبا في الجزء الثاني والسلام عليكم ورحمة اللة وبركاته.
للعودة إلى المنشور الأصلي من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق