الموقع الإلكتروني الخاص بصفحة السخنة الحدث والذي يتضمن نشر كافة المنشورات المهمة والمقالات الخاصة والتاريخية لمنطقة بادية السخنة وريفها والقرى التابعة لها ، مقالات أخبار ومقالات تتضمن تاريخ المنطقة وخاصة عن مدينة السخنة قديما

آخر الأخبار

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

معركة تحرير السخنة ودحر الإرهاب !

قام جَيَشَ النظام وحلفائه على مدى العامين الأخيرين بحملة مُوَسَعَة عَبرَ جميع وسائِل إعلامِهِ لإلقاء الضوء على ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية من "جرائم" حسب وصفِهِ في المناطق التي تَحتَ سيطرتِهِ في البادية السورية. وخلال تلك الفترة لَم يَقُم النظام بأية مُحاولة للتقدم أو السيطرة على تِلكَ المناطق وانتزاعِها مِن تنظيم الدولة. بَل كانَ يقُوم فَقَط بقصف القرى والبلدات التي تحتوي على تجمعات سكانية ومنها مدينة السخنة وقرية الطيبة والكوم وأرك والمحطة الثالثة وحقل الهيل وحمَيمَة ومناطق مثل القليع والبغالي والضاحك وغرب السخنة. وكانَ مِن الواضِح من هذا القصف الذي لم ينقطع طوال السنتين الماضيتين تَعَمُدَهُ قصف المدنيين ومنازلهم وليس مَواقع داعش كما كانوا يَزعمون. والهَدَف الواضح مِن هذا القصف هو تهجير السكان المحليين لتلك القرى المذكورة. والدليل أن القصف لاحَقَهُم حتى الخِيَم التي نصبوها بعد خروجهم من منازلهم والتجائهم للصحراء. ارتَكَبَ طَيران النظام والطيران الروسي مجازر كثيرة بحق المدنيين في البادية السورية فكان عدد الضحايا كثير جداً مقارنةً بعدد قتلى تنظيم الدولة نتيجة استهداف الطيران. وعندما تَمّ تهجير كامِل سكان تلك المناطق وتهيئة الرأي العام العالمي بأن النظام هُوَ الوحيد القادِر على تخليص سكان تلك المناطق من "جرائم داعش" صَدَرَ الأمر واحَتشَدَت القوات برفقة عدد كبير من الإعلاميين التابعين للنظام وايران وحزب الله والإعلام العراقي واللبناني والمصري بَل وحتى كان هنالك مُراسلين أمريكيين وبريطانيين. 



وكانَت مُهِمّة جميع هؤلاء الإعلاميين تغطية معارك النظام ضد الإرهاب. أي أنَه حَصَل النظام على تأييد ودعم دولي لحربه المزعومة, وكان النظام من خلال تصريحاته واثقاً مِنَ النصر, ثابِتَ الخطوة, يُجيد لعبته التي اعتاد أن يلعبها وهي حربه ضد الإرهاب . وكل يوم كانت وسائل الإعلام المذكورة تنشر قِصَص البطولات التي يحققها الجيش السوري وحلفائه ضد الإرهاب وصور المناطق التي يقوم بتحريرها حتى وَصَلُوا إلى السخنة وحاصروها لعدة أيام , وَبَعدَ مَعارِكَ شرسة ومُقاومة عَنيفة من قِبَل التنظيم, ظَهَرَت قوات النظام فجأة داخل السخنة بعد انسحاب عناصر التنظيم المُفاجِئ من المدينة, وبالتالي تَمّت السيطرة عليها. وجاءَ يوم إعلان النصر. تقف مذيعة التلفزيون السوري وعلى مَقربةٍ منها مراسِلة قناة الميادين التابعة لحزب الله ومراسِل التلفزيون الروسي ومراسلين آخرين بينما نَقَلَ البث المباشر قنوات مصرية ولبنانية وعراقية وايرانية وروسية بل وحتى التلفزيون الصيني شاركهم فرحة إعلان النصر. 

كلهم يقفون وخلفهم السارية التي بقيت صامِدةً بالرُغمِ مِن مشاهد الدمار التي حولها. تلك السارية شَهِدَت رفعاً متبادلاً لأعلام المسيطرين على مدينة السخنة. جاء لِمَراسِم الإحتفال بالنصر الكثير من الضباط ومن أعلى الرتب العسكرية ومَعَهُم أيضاً الكثير من المسؤولين الذين لَم نَرَهُم خِلال تاريخ وُجود السخنة مُنذُ تأسيسِها وحتى الآن. 

الكثير من مراسلين صحف معروفة قاموا بمراسلة صفحتنا "السخنة الحدث" وأظهروا اهتمامهم بالسخنة وكانوا يطلبون معلومات عن المدينة من أجل اعداد مقالات لكي ينشروها بصحفهم. وكان جل تركيز أسئلتهم عن تواجد داعش في المنطقة وعن اعداد المبايعين لهم من الأهالي وعن مدى قوتهم واستطاعتهم الصمود في وجه القوات القادمة نحوهم ولكن لم يسأل أحدهم سؤالاً واحداً عن الأهالي وأوضاعهم ومصيرهم. حتى قنوات البث المباشر كانت تبِثُ صورها من مدينة أشباح. لم يجرؤ أي أحد منهم أن يسأل أين سكان هذه المنطقة. أين الخمس وثلاثون ألف مدني الذين كانوا يوماً ما يسكنون تلك المدينة. ماذا حَلّ بهم. 


كيف اختفوا فجأة من بلد تمسكوا به عبر مئات السِنين. ما الذي جَعَلهم يَنزحون من بلدٍ عاشوا وترعرعوا فيه رغم طبيعته الصحراوية القاسية. كيف تم تدمير هذا الكم الهائل من المباني. هل كانَ عَناصِر تنظيم الدولة يمتلكون الطائرات واستخدموها لتدمير هذه المنازل. كَم عَدَد المجازر التي ارتَكَبَها التنظيم بحق الأهالي مقارنةً بِعَدَد المجازر التي ارتكبها النظام وحلفاؤه. ماذا سوف تفعل تلك القوات التي أتت مُحَرِرة هذا البلد من الإرهاب بعد تنظيفه من الألغام والمفخخات. لم تقم أية جهة إعلامية أو عسكرية أو حكومية رُغمَ تغطيتهم المستمرة بالتحدث عن مصير الأهالي ما بعد الإنتصار المزعوم ودحر الإرهاب.
وَليَكُن مَعلوماً للجميع ونحنُ قُلناها لِجَميعِ وَسَائِل الإعلام بأن أهالي السخنة والقُرى المُحيطة بِها مُهَجَّرُونَ بِالكامِل وَيَعيشونَ الآنَ في ظروفٍ صَعبَةٍ للغاية في مُخَيّماتِ لِجوءٍ تَفتَقر لأدنى مستوى مِن مُقوماتِ الحياة. يعيشونَ عَلَى بقايا الخبزِ والماءِ الغَير صالحٍ لِلشُرب و يُواجهونَ ظُروف الطقسِ القاسية. يَقتلهُم الفَقرُ والحاجة بينما تَنتَشِر صور أهازيجِ الإنتصار مِن داخِلَ أحياءِ بَلدَتَهم والتي لا يعرفونَ حتى الآن متى يُمكِن لهُم العودة إليها والوقوفِ على أطلالها.

ووفقاً لإحصائيات قمنا بها فإن عدد قتلى مدنيي السخنة من قبل تنظيم داعش لَم يتجاوز العشرين بينما قتل النظام وحتى الآن أكثر من أربع مئة ضحية. وبَلَغَت نسبة الدمار الذي تسبب به طيران النظام الستين بالمئة من منازل الأهالي والمرافق العامة. أما بقية المنازل فلم تسلم من التصدعات بسبب غزارة القصف بالقرب منها ناهيك عن حملات التعفيش التي شنتها القوات الرديفة بالتعاون مع جيش النظام لم تَسلَم مِنها حتى أسلاك الكَهرُباء داخل الجدران وصنابير المياه.


وبالنهاية نحن لا نقوم بتبرئة أو الدفاع عن تنظيم الدولة ولكننا نقوم بتسليط الضوء على مصدر الإرهاب الأول الذي نَكّلَ بأهالينا وشَرّدَهُم ودمر مدننا وقرانا ألا وهو النظام السوري المُجرِم وكل مَن وقف معه من عصابات وميليشيا وَدُوَل بل وحتى أفراد تشبيحية هَلَلَت لانتصاره المزعوم على شَعبِهِ المُهَجَر ومنازله المُهَدَمة.
#السخنة_الحدث


x









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق