يتسائل الكثيرون عن المعارك التي تجري حالياً ما بين قوات النظام والميليشيات المساندة له مِن جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى في ظل غموض وتعتيم إعلامي مِن قبل كِلا الطرفين. فالمعلومات التي تأتي من هناك شحيحة جدا بسبب عدم وجود أي جهة إعلامية محايدة تستطيع الوصول وتغطية الاخبار في تلك المنطقة الصحراوية النائية حيث يَعتَبِر كلا الطرفين أن أي تواجد إعلامي مُحايِد في تلك المناطق "خطيئة كُبرى" عقابها الموت أو السجن على أقل تعبير. لذلك يطغى الغموض على المشهد وتَنتشر فقط الأخبار التي تَصدُر من الوسائل الإعلامية التابعة لَكَلا الطرفين. وفي هذه الحالة لا يُمكِن الإعتماد على تلك الأخبار بشكل كُلي لأن كل طرف يُحاوِل أن يَهزِم الطرف الآخر ومتابعيه من خلال الحرب النفسية عبر نشر أخبار البطولات والإنجازات التي يحققها ضد الطرف الآخر في تلك المعارك.
ولتحليل ما يجري من خلال المعطيات التي يقدمها الطرفين والصور التي يتم نشرها والأخبار التي تصلنا من الأهالي المنكوبين في تلك المناطق يتبين لنا ما يلي:
بعد أن سيطر النظام على مدينة تدمر ومنطقة أرك تحولت أنظاره تجاه حقل الهيل ومدينة السخنة وهي المحطة الأهم له بعد تدمر لتموضعها الإستراتيجي والمتوسط ما بين محافظات أربع وهي الرقة ودير الزور وحمص وحماه. حيث تتصل بعضها البعض بشبكة من الطُرُق الإسفلتية بالإضافة للطرق البرية التي شقها الأهالي لتسهيل تنقلهم بين تلك المحافظات. وَمَن يُسَيطِر على السخنة يتحكم بخطوط الإمداد باعتبارها بوابة للوصول إلى دير الزور والرقة أيضاً. وهذا هو سبب شراسة التنظيم فيها واستماتته في الدفاع عنها لأنه لو سيطر النظام على السخنة سيكون الطريق مفتوحاً أمامه للتقدم باتجاه دير الزور والرقة أيضاً.
بعد التقدم السريع الذي حققه النظام في تقدمه من تدمر إلى أرك ومن ثم إلى مشارف حقل الهيل تباطئت وتيرة تقدمه وازدادت الأخبار التي تتحدث عن الكثير من القتلى في صفوفه والتي طالت العديد من الضباط المعروفين لديه وأحد مراسلي قناة روسيا اليوم. واقتصرت الصور التي يبثها النظام وميليشيا الشعيطات على الظهور في مناطق صحراوية خلف منطقة الحَزم من الجهة الجنوبية الشرقية وأيضاً من مناطق خلف منطقة السد من الجهة الجنوبية الغربية والتي تُثبِت لحد الآن أن النظام بات في محيط السخنة بمسافة تبعد عنها حوالي ٤ إلى ٥ كم. فقد سيطر على مناطق صحراوية فارغة ويحاول حالياً الإلتفاف حول السخنة من الجهة الغربية والشرقية ليستطيع الوصول إلى الشمال وبالتالي تطويقها وذلك باتباعه إسلوب جديد على غرار الأساليب التي تتبعها ميليشيا قسد في حصاره للرقة أولا ومن ثم البدء بعملية الإقتحام.
السبب الرئيسي للخسائر البشرية الكبيرة والتي يتعرض لها النظام هو ان عناصره والميليشيا الداعمة له لا يعرفون طبيعة أراضي السخنة والبادية المحيطة بها على عكس عناصر التنظيم والذين تأقلموا على العيش بها وباتوا يعرفون تضاريسها شبرا شبرا. وزرع الألغام واستخدام المفخخات التي تبطش بعناصر النظام بشكل يومي.
ورغم كل تلك الخسائر فإن النظام مازال يتقدم "ولو بشكل بطيئ" مستفيدا من تفوقه العسكري من حيث نوعية السلاح ودعم الطيران له. فهو الآن على مشارف السخنة ويكمل يوما بعد يوم عملية تطويقها واحتمال اقتحامها من قبله بات قريبا.
ما يسوق له النظام حاليا أنه يقوم بعملية "تحرير السخنة من داعش" مع أنه لا يخفى على أحد أنه وحليفه الروسي لم يتوقفا عن قصف منازل المدنيين داخل السخنة منذ أكثر من عامين دمروا من خلالها معظم المنازل والمساجد والمدارس والبنية التحتية للمدينة وقتلوا واعتقلوا المئات من مدنييها وشردوا أهلها بالكامل والبالغ عددهم اكثر من ٣٥ ألف نسمة والحجة معروفة للجميع وهي مقاتلة داعش.
وما ينتظر السخنة أشد و أعظم خصوصا أن النظام اعتاد أن يدخلها ناقما منتقما. ثقافته ارتكاب المجازر بحق أهلها وتفجير منازلهم ونهب وتعفيش ما في بيوتهم وبيعها في أسواقه الطائفية.
#السخنة_الحدث
ولتحليل ما يجري من خلال المعطيات التي يقدمها الطرفين والصور التي يتم نشرها والأخبار التي تصلنا من الأهالي المنكوبين في تلك المناطق يتبين لنا ما يلي:
بعد أن سيطر النظام على مدينة تدمر ومنطقة أرك تحولت أنظاره تجاه حقل الهيل ومدينة السخنة وهي المحطة الأهم له بعد تدمر لتموضعها الإستراتيجي والمتوسط ما بين محافظات أربع وهي الرقة ودير الزور وحمص وحماه. حيث تتصل بعضها البعض بشبكة من الطُرُق الإسفلتية بالإضافة للطرق البرية التي شقها الأهالي لتسهيل تنقلهم بين تلك المحافظات. وَمَن يُسَيطِر على السخنة يتحكم بخطوط الإمداد باعتبارها بوابة للوصول إلى دير الزور والرقة أيضاً. وهذا هو سبب شراسة التنظيم فيها واستماتته في الدفاع عنها لأنه لو سيطر النظام على السخنة سيكون الطريق مفتوحاً أمامه للتقدم باتجاه دير الزور والرقة أيضاً.
بعد التقدم السريع الذي حققه النظام في تقدمه من تدمر إلى أرك ومن ثم إلى مشارف حقل الهيل تباطئت وتيرة تقدمه وازدادت الأخبار التي تتحدث عن الكثير من القتلى في صفوفه والتي طالت العديد من الضباط المعروفين لديه وأحد مراسلي قناة روسيا اليوم. واقتصرت الصور التي يبثها النظام وميليشيا الشعيطات على الظهور في مناطق صحراوية خلف منطقة الحَزم من الجهة الجنوبية الشرقية وأيضاً من مناطق خلف منطقة السد من الجهة الجنوبية الغربية والتي تُثبِت لحد الآن أن النظام بات في محيط السخنة بمسافة تبعد عنها حوالي ٤ إلى ٥ كم. فقد سيطر على مناطق صحراوية فارغة ويحاول حالياً الإلتفاف حول السخنة من الجهة الغربية والشرقية ليستطيع الوصول إلى الشمال وبالتالي تطويقها وذلك باتباعه إسلوب جديد على غرار الأساليب التي تتبعها ميليشيا قسد في حصاره للرقة أولا ومن ثم البدء بعملية الإقتحام.
السبب الرئيسي للخسائر البشرية الكبيرة والتي يتعرض لها النظام هو ان عناصره والميليشيا الداعمة له لا يعرفون طبيعة أراضي السخنة والبادية المحيطة بها على عكس عناصر التنظيم والذين تأقلموا على العيش بها وباتوا يعرفون تضاريسها شبرا شبرا. وزرع الألغام واستخدام المفخخات التي تبطش بعناصر النظام بشكل يومي.
ورغم كل تلك الخسائر فإن النظام مازال يتقدم "ولو بشكل بطيئ" مستفيدا من تفوقه العسكري من حيث نوعية السلاح ودعم الطيران له. فهو الآن على مشارف السخنة ويكمل يوما بعد يوم عملية تطويقها واحتمال اقتحامها من قبله بات قريبا.
ما يسوق له النظام حاليا أنه يقوم بعملية "تحرير السخنة من داعش" مع أنه لا يخفى على أحد أنه وحليفه الروسي لم يتوقفا عن قصف منازل المدنيين داخل السخنة منذ أكثر من عامين دمروا من خلالها معظم المنازل والمساجد والمدارس والبنية التحتية للمدينة وقتلوا واعتقلوا المئات من مدنييها وشردوا أهلها بالكامل والبالغ عددهم اكثر من ٣٥ ألف نسمة والحجة معروفة للجميع وهي مقاتلة داعش.
وما ينتظر السخنة أشد و أعظم خصوصا أن النظام اعتاد أن يدخلها ناقما منتقما. ثقافته ارتكاب المجازر بحق أهلها وتفجير منازلهم ونهب وتعفيش ما في بيوتهم وبيعها في أسواقه الطائفية.
#السخنة_الحدث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق