مخاضات عسيرة وأهوال لاتوصف مازال يمر بها أهل السخنة وتزداد يوما بعد يوم. فمن أزمة إلى أخرى ومن مأزق إلى آخر. لا يكادون يستقرون في مكان إلا ويعود كابوس التشرد ليواجههم من جديد، حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم الذليلة التي يعيشونها. فالمعارك التي حصلت سابقا في السخنة وقصف النظام المتعمد لهم أجبرهم على الخروج منها تاركين ورائهم منازلهم وممتلكاتهم وذكرياتهم. وكل ما اتجهوا إلى مكان وظنوا أنهم استقروا فيه إلا وأصبح نقمة عليهم. فمن مجزرة لأخرى ومن وضع سيء لأوضاع أسوأ ومآسي لا توصف
والآن في الرقة وريفها تمر أيام بل ولحظات قاسية على أهلنا. فلا يكاد أن يهنئ أحد مع عائلته ولو ليوم واحد. فالقصف لا يتوقف نهائيا بل ويزداد مع اقتراب ميليشيا الأكراد تجاههم. فالحصار أصبح شديدا والطائرات لا تفارق السماء والإنفجارات في كل مكان. حتى وصلوا إلى درجة أن أصبحوا يقومون بتوديع بعضهم البعض في كل فترة قصيرة إيقانا منهم بأن الموت قريب. يقول أحد الأشخاص من أبناء السخنة "أثناء القصف أنظر في عيون أمي وأخواتي وزوجتي وأطفالي وأرى الخوف والهلع في عيونهم والأنكى من هذا أني لا أستطيع ان أدافع عنهم ليس من ضعفي ولكن من شدة إجرام أعدائنا والإمكانيات التي يتمتعون بها و الوسيلة الوحيدة للدفاع عنهم هي الهرب بهم باتجاه البراري بعيدا عن القصف. وحتى هذه الطريقة لم تعد ممكنة في هذه الأوقات الحرجة". تصوروا أن الأطفال لا يستطيعون النوم طوال الليل من شدة الرعب، وأن النساء ينمن بلباسهن الشرعي الكامل خشية منهن أن يسقط أحد الصواريخ عليهن ويصبحن ضحايا تحت الركام. فيأبين أن يمتن ويراهن المسعفين على حال أخرى. ويأبين إلا أن يقابلن الله عز وجل وهن في كامل حشمتهن
وفي هذا الأيام إشتد الكرب على اهالينا وضاقت بهم السبل حتى بقوا عاجزين عن اتخاذ قرار مناسب، فهل يبقون تحت هذا السيل الجارف من القصف أو يخاطرون ويخرجوا إلى ما هو أسوأ. فلا يعرفون ما الذي يمكن أن يحدث لهم في خضم معارك طاحنة لا تأبه لا للبشر ولا للحجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق