الموقع الإلكتروني الخاص بصفحة السخنة الحدث والذي يتضمن نشر كافة المنشورات المهمة والمقالات الخاصة والتاريخية لمنطقة بادية السخنة وريفها والقرى التابعة لها ، مقالات أخبار ومقالات تتضمن تاريخ المنطقة وخاصة عن مدينة السخنة قديما

آخر الأخبار

السبت، 13 يونيو 2020

الزيتونة "قصر الحير الشرقي" التسمية والسكان ، بقلم الأستاذ محمود العطيش

كان من المفترض أن يخصص هذا الجزء من المنشور للحديث عن سكان الزيتونة وهجراتهم وأصولهم ، لكن ما ورد من مداخلات حول التسمية وبعض الإلتباس ، وجدت من المفيد أن أتطرق ثانية للتسمية ، قبل البحث في السكان.

الزيتونة "قصر الحير الشرقي" التسمية والسكان ، بقلم الأستاذ محمود العطيش

اسم الزيتونة

ورد الاسم في كتاب معجم البلدان كما ذكرت سابقا ، ومن الواضح أن اشتهار المكان بزراعة الزيتون أعطاه هذا الاسم الزيتونة ، ولا يوجد أي تبرير غير ذلك للتسمية ، إذ أن المساحة المزروعة بالزيتون فيه تقدر بعشرات الهكتارات ، وبالتالي فإن التسمية منطقية له ، أما أنها أطلقت على قصر الحير الغربي كما نصت على ذلك بعض المداخلات ، فهذا مستبعد إذ لا يوجد أي ذكر أو أثر لزراعة الزيتون فيه ، والقول بأنه قريب من حوض الدوة المزروع بالزيتون بعيد عن التحليل التاريخي ، إذ إن زراعة الزيتون في حوض الدوة لا ترتقي تاريخيا لزمن بناء القصر _الزيتون في الدوة حديث الزراعه_ وبالتالي فالتعليل غير منطقي ، إذا تسمية الزيتونة تخص قصر الحير الشرقي ، وقد دللت على هذا بعض المداخلات وذكرته بالتحديد. 


الرصافة الهشامية

أعتقد اعتقادا ولست جازما بأن قصر الحير الشرقي أطلق عليه هذا الاسم بادئ ذي بدء إبان العصر الأموي ، حيث أن كل قصر مرصوف بالحجارة أطلق عليه اسم الرصافة ، ولكن بعد إنتهاء الدولة الأموية ومع فقدان القصر لدوره السياسي والعسكري وتحوله لتجمع سكاني مدني ، أطلق عليه إسم الزيتونة ، وتجنبا لملاحقة الدولة العباسية له لأنها لاحقت الأمويين أحياء وأموات ، فأصبح اسمه الزيتونة بدلا من الرصافة الهشامية ، هذا من باب الإستنتاج والتحليل والتوقع وليس من باب الجزم..والله اعلم. 


الحير

كما ذكرت في الجزء الأول اسم أطلق عليه من قبل البدو الرحل ، ويلحق به الحوير اذا الحير والحوير كما أطلقوا على المناظر _الكوم والكويم _ فالكوم القرية الأم حيث المنظرة الكبيرة (التل) أما الكويم فهو السليلة شرق الكوم حيث المنظرة الأصغر. 

وعودة للحير والحوير فالثاني تصغير للاسم الأول وهو بالفعل قصر صغير جدا يقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من الحير ببضع كيلومترات ، وربما أنه مركز متقدم للإعلام ونقل الأخبار في حال الخطر. 



وكما أسلفت في القول الحير مشتق من التحيير والتخصيص والتحديد ، (فلان حير ابنة عمه) أي حددها وخصصها لنفسه وهكذا. 

وورد هذا الاسم (حيار بني قينقاع ) كنوع من التخصيص والإقتطاع ، كما خصصت واقتطعت أرض رحبة طوق بن مالك من قبل أحد خلفاء الدولة العباسية ، أعتقد إنه المأمون لست متأكد اقتطعها لطوق ومكافأة له. 

سكان الزيتونة

نظرا لإنعدام المصادر والمراجع التاريخية وقلتها حول هذا الموضوع بالتحديد ، فوجدت نفسي مجبرا بالعودة إلى مصادر كتابة التاريخ الأخرى. وهي البحث والتحليل والإستنتاج والعبر والأمثال ، وما تتناقله الألسن ، بالطبع بعد التدقيق والمقارنة والتقصي ، ولا غرابة بهذا حيث أن الكثير من الموضوعات التاريخية كتبت وبحثت بالإعتماد على تلك المراجع. 

فمن أين سكان الزيتونة ؟ الجواب بسيط جدا ولا لبس فيه ولا صعوبه ، هم من سكان التجمعات القريبة منه ومن نفس البيئه...! 

وهل من يعيش في حمص أو حلب أو حماة وبيئاتها اللطيفة المناخ المعتدله الوافرة الخيرات ، هل يآتي ليعيش في البادية ذات المناخ المتطرف القاسي بحرارته وندرة موارده ، عدا نقائه ، بالطبع لا يآتي.

أما بالنسبة للخليفة فالأمر يختلف حيث تتوفر له كل سبل ووسائل الراحة بكافة مقوماتها ومستلزماتها.

إذا سكان الزيتونة كما استنتجنا آنفا هم من سكان المنطقة ومن هم سكان المنطقه ؟.

بالطبع هم السخاني سكان السخنة وعرض والمناظر وجميعا جاءوا له لتأدية الخدمات الزراعية والأمنية والإجتماعية والبناء وغيرها من الخدمات ، والتدليل على ذلك أذكر بعض ما تناقلته الألسن من الأمثال والعبر وغيرها.

حتى الخمسينيات من القرن العشرين كانت أراضي قصر الحير وبستانه بالتحديد ملك لأهل الكوم وقاموا بحراثته بعلا عدة سنوات.

يروي لي أحد من حرثوا به: بينما كنت أحرث به في العدة والفدان (المحراث القديم) وإذ تصطدم سكة المحراث بجسم ما مخفي في التربة فقمت بالحفر لأرى ما هذا الجسم وإذ بجذر (قرمية) شجرة زيتون قديمه يبلغ قطرها تقريبا حوالي المتر وربع المتر تقريبا وللأمانة الراوي ثقه ، واستمرت ملكية سكان الكوم لبستان القصر حتى وضعت يدها عليه مديرية الآثار. 

وهذا شبه مؤشر وإيحاء بأن سكان الكوم القدامى لهم نصيب من سكن وملكية الزيتونة.

يتداول سكان الكوم والبعض من سكان السخنة والطيبة يتداولون ، طرفة مفادها أن سكان المناظر القدامى كانوا يرسلون بعض الحاجيات والمواد الأخرى ، ربما تكون مواد غذائية ، يرسلونها لذويهم بواسطة قناة الري بعد وضعها بعلب محكمة الإغلاق والتسكير ، أعتقد أنها علب من الخشب ، لها أغطية محكمة الإغلاق ، وأنا من الجيل الذي عايش وشاهد هذه العلب حيث كان يوضع فيها اللبن (الخاثر) ، المهم وهذا دليل آخر على الصلات السكانية لأهل المناظر القدامى بالزيتونة 

قرب عرض (الطيبة) من الزيتونة برهان واضح على قدوم البعض من سكانها إلى الزيتونة للعمل بالخدمات الآنفة الذكر ، وبالتالي الإستقرار والسكن فيه ، وهذا تحليل اجتماعي تاريخي منطقي لا لبس فيه. 

يروي لي أحدهم من السخنه نقلا عن أحد رجالات بني ميني ، وعلمت أنه ثقة بالحديث وذو معرفة ودراية ، يقول أن البعض من بني ميني كانوا يسكنون في قصر الحير (الزيتونة) ، هذا ما استطعت الحصول عليه بعد التحري ، ومهما يكن فمن المؤكد أن البعض من سكان السخنة القدامى سكن الزيتونة ، للعمل في الخدمات الآنفة الذكر ، وبالطبع كما تعلمون هي فرص عمل متاحة لأهل المنطقة ، كفرص العمل في أي شركة تعمل في المنطقة. 

وبالمحصلة النهائية واستنادا لما سبق من عرض وتحليل ، نقول جازمين بأن سكان الزيتونة سخاني قدامى ، وهم البعض من بني دندل (خزينة) سكان المناظر (الكوم) وبني رحمة سكان عرض (الطيبة) ومن سكان السخنة القدامى (بني صلحة وبني ميني) ، هذا ما استطعت جمعه وتحليله واستنتاجه بكل أمانة وإخلاص ، ولنعلم أن كتابة التاريخ حمل ثقيل ينوء به الكلكل ، والعلم لله عز وجل أولا وآخرا.

انتهى الجزء الثاني من منشور الزيتونة ، استودعكم الله متمنيا لكم حسن القراءة والفائدة والله وراء القصد. 

إقرأ أيضا



وإلى اللقاء في موضوعات آخرى ، وستكون بعون الله تعالى ، السخنه والمد البشري (الهجره).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق