عزل بشار الأسد واحدا من ملوك التوحش اللواء جميل حسن، مدير إدارة المخابرات الجوية، التي أسسها حافظ الأسد وأسند إدارتها لأشخاص بدءا من محمد الخولي، وانتهاء بجميل حسن.
جميل حسن
والذي يبلغ من العمر 66 عاما تنهش الأمراض جسده، وتم إسعافه مرتين على الأقل وهو في حالة بين الموت والحياة، أخلى مكتبه لمعاونه "اللواء غسان جودت إسماعيل" الذي كان يتولى عمليا شؤون إدارة المخابرات الجوية، نظرا لتدهور حالة "معلمه" الصحية.
احتكر رئاسة المخابرات الجوية 10 سنوات، في حين تغير رؤساء بقية الأجهزة مرارا وتكرارا.
هو الشخص الذي نقل عنه يوما استعداده لإفناء مليون سوري بل وأكثر فداء لبشار، حتى ولو أدى ذلك إلى محاكمته في لاهاي.
من أوائل المدرجين على قوائم الحظر والعقوبات، ورغم وجود مذكرة ألمانية وأخرى فرنسية توجبان القبض عليه. ولنتذكر جيدا أن مدير المخابرات الجوية هو المنصب الأمني الوحيد الذي لم يطله أي تغيير خلال كل سنوات الثورة بل وقبلها (بقي جميل حسن في منصبه 10 سنوات متلاحقة)، بينما كان التغيير والتبديل دائما ودوريا في مختلف الأجهزة الأمنية (مخابرات عسكرية، مخابرات عامة، أمن سياسي)، الأمر الذي ثبت نظرية تقول إن منصب إدارة المخابرات الجوية محجوز فقط لـ"جميل حسن" ولن يزيحه عنه سوى الموت.
اللواء غسان إسماعيل
هو ابن "جنينة رسلان" التابعة لمنطقة دريكيش في ريف طرطوس، ويبلغ من العمر 60 عاما وله خلال الثورة ما لايحصى من الانتهاكات التي زاود بها حتى على موقف بشار، أسوة بجميل حسن.
وكان خلال الآونة الأخيرة المدير الفعلي للمخابرات الجوية، والمسير لجميع شؤونها. ورد اسم "إسماعيل" في تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" صدر أواخر عام 2011، تحت عنوان "بأي طريقة"، كناية عن الأوامر التي كان ضباط جيش النظام ومخابراته يعطونها للقضاء على المظاهرات والمتظاهرين بـأي وسيلة كانت.
وفي هذا التقرير يقول أحد المنشقين عن "الجوية" إن غسان إسماعيل قائد وحدة العمليات الخاصة (كان عقيدا يومها) أعطى أوامر شفهية بإطلاق النار على المتظاهرين، و كانت أوامره "لا تطلقوا النار في الهواء، صوبوا مباشرة".
وقبل 3 أعوام تقريبا، اختار النظام "إسماعيل" ليكون رئيسا لفرع المخابرات العامة في محافظة السويداء، خلفا لـ"العميد محمد خلوف"، الذي يعد واحدا (أي خلوف) من أشهر من تولوا فرع 235 مخابرات عسكرية، المشهور باسم "فرع فلسطين". وسريعا ما تمت ترقية "غسان إسماعيل" إلى رتبة لواء، ليسلم منصب "معاون مدير إدارة المخابرات الجوية"، قبل أن يصبح مدير هذه الإدارة.
على المستوى العائلي، فإن "إسماعيل" ينتمي لعائلة حربية بامتياز و"محشوة" بكبار الضباط، فإن لـ"اللواء غسان إسماعيل" شقيقا يدعى "سامر" وقد رفعه النظام إلى رتبة "عميد" ومن بين المناصب التي ولاه إياها بشار، ومن بينها "محكمة الإرهاب"، المتورطة بإصدار كم كبير من أحكام القتل الجائرة والاعتقال التعسفي.
ولـ"غسان" أيضا شقيق آخر هو "العقيد المظلي عمار جودت إسماعيل" الذي قتل في أيلول/سبتمبر 2012. وإلى جوار الضباط "غسان" و"سامر" و"عمار"، هناك أخ رابع يدعى "زياد" وقد قتل في حلب ربيع العام 2012 أثناء قتاله في صفوف قوات النظام.
اللواء حسام لوقا
تم تعيينه مدير جديد لإدارة المخابرات العامة المعروفة باسم "أمن الدولة". وهو الضابط المتحدر من بلدة "خناصر" في ريف حلب، والمنتمي تحديدا إلى العرق الشركسي، الذي استوطن أبناؤه تلك النواحي منذ بدايات القرن الفائت، هربا من بطش وإجرام الروس.
وصل إلى منصب رئيس فرع الأمن السياسي بحمص، حين كانت هذه المحافظة مشتعلة بالحراك المناوئ للنظام. لاحقا تم نقل "لوقا" من حمص إلى إدارة المخابرات العامة، ليصبح معاونا لمدير الإدارة، وقد تقدم "لوقا" صفوف ضباط ومسؤولي النظام ليكون المكلف برفع علم النظام فوق حي الوعر (آخر الأحياء التي كانت في قبضة الثوار)، معلنا بذلك عودة كل مدينة حمص إلى سيطرة الأسد.
وقد تنقل "لوقا" في عدة مناصب حتى جاء أوان خدمته في فرع الأمن السياسي بدمشق، تحت إمرة "رفيق شحادة"، وهنا كانت نقطة التحول في حياة "لوقا" الذي تحول إلى "زلمة شحادة".
و"شحادة" الغني عن التعريف، كان مرافقا شخصيا لحافظ الأسد، وعرف بهمجيته ووحشيته الشديدة التي لم توفر أحدا تقريبا، وقد أوصلته هذه الصفات إلى جانب طائفيته على مرتبة رئيس شعبة المخابرات العسكرية، وفي هذه الأثناء (ربيع 2015) اصطدم مع "اللواء رستم غزالي" رئيس شعبة الأمن السياسي حينها، ففتك به، وأمر بضربه وسحله حتى مات.
وإثر هذه الجريمة الموصوفة، اكتفى بشار فقط بإقالة "شحادة" من رئاسة المخابرات العسكرية، ولكنه ما لبث أن سلمه لاحقا منصب رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في دير الزور.
كان من بين أوائل الضباط الذين أدرجت أسماؤهم على لوائح العقوبات الغربية، بوصفه الضابط الذي خدم في حمص بمواقع حساسة منها: رئيس فرع الأمن السياسي، ونائب رئيس اللجنة الأمنية.
وفي خريف 2015، شهد حي الوعر ما عرف باسم "مجزرة العيد"، حيث تم قصف مكان للعب الصغار فقضى 19 شخصا، بينهم 14 طفلا، وقد أـشارت أصابع الاتهام المباشر إلى تورط "لوقا" فضلا عن "اللواء لؤي معلا" بوصفه رئيس اللجنة الأمنية.
اللواء ناصر العلي
هو ابن "منبج" قرية مقطع حجر كبير، ينتمي عشائريا إلى "الحديديين" حيث كان المسؤول عن قصف "مدينته" إبان توليه رئاسة فرع الأمن السياسي في حلب.
الذي عينه بشار خلفا لـ"لوقا" في رئاسة الأمن السياسي.. هو إجرام مباشر ومعروف لدى أهل الريف الحلبي عموما، ومدينة "منبج" خصوصا.
وإلى جانب قصف "مدينته" منبج، تلوح في سيرة "اللواء ناصر العلي" نقاط سوداء عديدة، من أبرزها أنه الرجل الذي وقع عليه اختيار بشار ليكون خلفا لابن خالته "العميد عاطف نجيب" بعد أن لم يجد بدا من عزله إثر اندلاع الاحتجاجات في درعا ربيع 2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق