الكوم الزاخرة بالحضارة ، الانسان البدائي مر من هنا

الكوم الزاخرة بالحضارة ، الانسان البدائي مر من هنا

يقول رئيس البعثة السويسرية في قرية الكوم ومدير معهد عصور ما قبل التاريخ وعلوم الآثار في جامعه بازل البروفسور جون ماري لوتانسسور عن النظرية اللتي ظلت سائدة حتى اليوم عن تنقل الانسان البدائي من إفريقيا للمنطقة ثم اسيا


"يقال انه استخدم هذا التنقل الى اسيا ثم اوربا الممر الاردني من النبطية ثم البحر الميت في اتجاه الشمال مرورا بالبقاع وكان المؤرخون يعتقدون بان هذا الانسان البدائي لم يكن بامكانه المرور من هذه المناطق لأنها قاحلة "

اما مديرة متحف دمشق تعتبر ان منطقة الكوم اثبتت ان الانسان القديم لم يعيش فقط بالمناطق الساحلية بل وصل الى الداخل اي الى البادية السورية وعاش في بيئة شبه صحراوية وعاش لفترات طويلة وبشكل متواصل بحيث كان يتردد على المنطقة اللتي كانت عبارة عن واحات ومنطقة ينابيع.

تعريف و معنى الكوم

كَوم : كلُّ ما اجتمع وارتفع له رأسٌ من تراب أو رمل أو حجارة أَو قمح ، أَو نحو ذلك
والكَوْمُ الموضع المُشْرِفُ كالتَّلِّ . والجمع : أكْوَامٌ ، وكِيمانٌ .
" الكَوَمُ : العِظَم في كل شيء ، وقد غلَب على السَّنام ؛ سَنام أَكْوَمُ : عَظيم
وناقة كَوْماء : عَظيمة السَّنام طويلته .
والكَوَمُ : عِظَم

أسرار حوض الكوم

يقع حوض الكوم في وسط سوريا جغرافيا، أي في منتصف الطريق بين وادي الفرات وواحة تدمر أو Palmyra التي تبعد شرقا بحوالي 250 كلم عن دمشق.

يعد موقع الأبحاث والتنقيب للبعثة الأثرية السورية السويسرية في الكوم من أهم مواقع ما قبل التاريخ في العالم

فيه تم اكتشاف بقايا "جمل عملاق" فريد من نوعه في العالم

يفوق عدد البعثات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب عن الآثار في سوريا الـمائة والخمسين (150)

قطعة من جمجمة إنسان "هومو إيريكتوس" عُثر عليها في الندوية، أما في بئر الهمل فلم يعثر الا على سن وعلى قسم من ذراع بشري".

البادية

اتضح أن هذه المنطقة التي أصبحت اليوم صحراوية شبه قاحلة وتعرف ببادية الشام، كانت غنية بالينابيع. وهذا ما جعل الإنسان والحيوان يستقر بها لفترات متتالية منذ أقدم العصور.
 

وما يعزز هذه النظرية الإكتشاف الذي حدث في عام 1996 لقطع جمجمة الإنسان البدائي "الهومو إيريكتوس" في موقع الندوية (عين عسكر) في حوض الكوم وهي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف بقايا الإنسان البدائي في منطقة الشرق الأوسط.

وحتى موقع الهُمّل في حوض الكوم الذي عثرت فيه البعثة السورية السويسرية على كميات هائلة من أدوات صوانية رفيعة المستوى وذات تقنية عالية وفريدة من نوعها، وعلى بقايا عظام جمال يعود بعضها لأكثر من 400 الف سنة، فلم يتم فيها العثور على بقايا الإنسان باستثناء سن وجزء من ذراع بشري.

اكتشاف جيولوجي يؤكد وجود الحياة البشرية قبل 800000 سنة في "تدمر"

«الحقيقة أنه في قارة استراليا قبل نحو 800000عام وقع نيزك من الفضاء الخارجي وأوجد غيمة ضبابية ودخانية وغباراً كربونياً غطى الكرة الأرضية كلها تقريبا، وهذا الغبار قد عثرنا عليه بترسبات التربة في الكوم في موقع الميرة».

«طبعاً... قبل هذه الطبقة كان هناك لدينا طبقة أثرية أقدم ترجع إلى مليون سنة وبهذا الاكتشاف (غبار النيزك) يصبح لدينا تأكيد بأن الطبقة المدروسة لدينا سابقا تعود لزمن أقدم من 800000 سنة وتؤكد صحة اكتشافاتنا بأن الحياة البشرية كانت موجودة قبل حادثة النيزك تعود إلى زمن أكثر من 800000سنة وقد يصل إلى مليون سنة أو أكثر وهذا الاكتشاف يؤكد صحة اكتشافاتنا السابقة».

صورة جوية لموقع بئر الهمل حيث تنقب البعثة السورية السويسرية

بئر الهُمّل: كتاب تاريخ لأكثر من مليون وخمس مائة سنة

أدوات صوانية من موقع بئر الهمل تعود الى حوالي 400 الف سنة ق.م، لكنها في حالة جيدة جدا وكأنها صنعت الآن




رسم توضيحي لموقع بئر الهمل يجسم الحقب التي تتالت عليه منذ مليون سنة

اكتشاف ترسبات لحقبة غير معروفة في منطقة الشرق الأوسط بها أدوات صوانية بدائية مصقولة من الوجهين تعود الى الحقبة الآشولية. والأهم في هذا الاكتشاف حسب البروفسور جون ماري لوتانسورر "هو الاكتشاف في عام 1996 ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، لبقايا جمجمة إنسان بدائي" هومو ايريكتوس "تعود الى حوالي 500 او 600 الف سنة".

إقرأ أيضا مقالات أخرى للأستاذ محمود العطيش

سكان الكوم القدامى بقلم الأستاذ محمود العطيش

المناظر بقلم الأستاذ محمود العطيش

الزيتونة منزل هشام بن عبد الملك في بادية الشام .. بقلم الأستاذ محمود العطيش