امتزج في السخنة عراقة البداوية وتطور الحداثة
بالرغم من كون السخنة من أصل بدوي إلا أن هذا التجمع البشري الذي أنشئ وتكاثر ترك الترحال واستقر وبنى البيوت وعمل في أعمال الريف وأحيانا عمل عمل أهل المدينة.
صورة قديمة في إحدى المدارس في السخنة لمجموعة من الأساتذة السخاني |
التعلم أولا
كان لأهل السخنة عاداتهم البدوية في اللباس مثلا واستمروا عليها ولكنهم لم يهملوا جوانب العلم والتعلم رغم قساوة الظروف.
برز الكثير من المتعلمين في السخنة وشكلوا نواة سار على خطاهم الكثير حتى تطور الحال وغدت السخنة مدينة كبيرة.
فمن الزراعة وتسيير القوافل وتربية الأغنام وجمع الخشب والبطم انطلق أهل السخنة والمقتدرين منهم ليعلموا أبنائهم ويرسخوا التعلم في من بعدهم.
كان لاحتكاك أهل السخنة بالمسافرين العابرين للسخنة أو بأهل المدن أثناء التبضع أو التجارة سبب لترسخ قناعة أهمية العلم والتعلم والذي دفع العائلات والأبناء لقطع مسافات كبيرة للوصول للمدن ودخول المدارس والنهل منها.
لم يكن وقتها من السهل الولوج في بحر التعلم على من سكن البادية وترعرع فيها حيث واجهت الشباب الكثير من الصعوبات في طريقهم لنهل العلم.
جمهور من أهل السخنة في ساحة الحمام وسط المدينة |
اولا صعوبات اجتماعية
لم يكن أبناء المنطقة معتادين على الدراسة وكذلك لم تكون لديهم مخالطة لطلاب من مدن ومناطق أخرى ولم يكن لديهم الثقافة الكافية لمواكبة طلاب المناطق الأخرى ولم يكن لدى الأهالي ذلك الدافع لإرسال أبنائهم .
ثانيا صعوبات تعليمية
لم يكن هنالك أي جمعية أو مؤسسة تعليمية تهتم بهم أو تشجع الأهالي لإدخال أبنائهم المدارس حتى تطور الحال وتم بناء مدارس ابتدائية شجعت الأهالي إلا أن المدارس الإعدادية والثانوية كانت في المدن والمحافظات فشكل ذلك عقبة أمامهم حتى أن إمتحانات السادس الابتدائي كانت في غير السخنة.
ثالثا صعوبات الإنتقال
للمدن من أجل الدراسة فكانت الطرق صعبة جدا وطويلة مثلا الطريق لتدمر يمر من السخنة إلى أرك ثم المحطة الثالثة ثم تدمر وهو ترابي شاق ويلزم ساعات للوصول لتدمر.
رابعا الصعوبات المادية
لتغطية نفقات الدراسة و السكن والمعيشة فكانت الدراسة محصورة بعدد قليل جدا وهم أبناء بعض المقتدرين.
خاتمة
حتى عندما تطورت السخنه وانتشر العلم بين الجميع وزاد عدد المدارس بشكل كبير كانت المشكلة الرئيسية أن مناطقنا تعتبر من المناطق النامية تعليميا بسبب قلة وجود مدرسين من أبناء المنطقة والمدرسين الذين كانوا يعينون من المدن الأخرى كانوا يتغيبون كثيرا بسبب أعذار كثيرة مما كان يؤثر سلبا في مستوى طلابنا.
في الفترة الأخيرة حدثت طفرة ونقلة نوعية في التعليم في السخنة حيث أصبح لدينا عدد كبير من الخريجين والطلاب بكافة الجامعات والكليات وفي أغلب المدن الرئيسية وذلك بسبب وصلنا إلى ما يشبه الإكتفاء الذاتي بعدد المعلمين من أبثاء السخنة والذين ساهموا بشكل كبير في تطور المستوى التعليمي للأطفال والشباب وبالتالي تطور التفكير لدى الأهالي وشعورهم بأهمية العلم والتعلم مما كان يخلق روح المنافسة بين الطلاب أنفسهم وبين المدارس بل وحتى بين عائلات الطلاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق